فصل: حرف الهاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


*2*  حرف الهاء

9577 - ‏(‏هاجروا تورثوا أبناءكم مجداً‏)‏ عزاً وشرفاً من بعدكم والمهاجرة مفاعلة من الهجرة وهي التخلي عما شأنه الاغتباط به لإمكان ضرر منه ذكره الحرالي‏.‏

- ‏(‏خط عن عائشة‏)‏ ورواه عنها أيضاً الديلمي وغيره‏.‏

9578 - ‏(‏هاجروا من الدنيا وما فيها‏)‏ أي اتركوها لأهلها أو هاجروا من المعاصي إلى التوبة‏.‏

- ‏(‏حل عن عائشة‏)‏ وفيه سعيد بن عثمان التنوخي قال في اللسان عن الدارقطني‏:‏ متروك‏.‏

‏[‏ص 352‏]‏ 9579 - ‏(‏هذا القرع نكثر به طعامنا‏)‏ أي نصيره بطبخه معه كثيراً ليكفي العيال والأضياف‏.‏

- ‏(‏حم عن جابر بن طارق‏)‏ بالقاف صحابي مقل قال‏:‏ دخلت على النبي صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم في بيته وعنده الدباء فقلت‏:‏ أي شيء هذا فذكره رمز لحسنه‏.‏

9580 - ‏(‏هذه النار جزء من مئة جزء من‏)‏ نار ‏(‏جهنم‏)‏ وورد أقل وأكثر والقصد من الكل الإعلام بعظيم نار جهنم وأنه لا نسبة بين نار الدنيا ونار الآخرة في شدة الإحراق‏.‏

- ‏(‏حم عن أبي هريرة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح‏.‏

9581 - ‏(‏هذا الحشوش‏)‏ بضم الحاء المهملة وشينين معجمتين جمع حش بتثليث الحاء كما في المشارق من الحش بالفتح وهو البستان كنى به عن الخلاء لأنهم كانوا يتغوطون بين النخيل قبل اتخاذ الكنف ثم كنى به عن المستراح والإشارة يحتمل كونها لقربها فلعله أشار إلى حشوش قريبة منه ويحتمل كونها للتحقير كما في حديث من ابتلي بشيء من هذه القاذورات وكما قيل في ‏{‏أهذا الذي يذكر آلهتكم‏}‏ ذكره الولي العراقي ‏(‏محتضرة‏)‏ أي يحضرها الشيطان لأنها محل الخبث وكشف العورة وعدم ذكر اللّه والخبيث للخبيث ‏(‏فإذا دخل أحدكم‏)‏ إليها ‏(‏فليقل‏)‏ عند دخوله ندباً ‏(‏بسم اللّه‏)‏ لتدرأ التسمية عنه شرهم قال الولي العراقي‏:‏ فيه أنه ينبغي للمعلم والمفتي ذكر العلة مع الحكم لأنه أدعى للقبول والمبادرة وكأنه إنما ذكرها لاستبعادهم عن ذكر اللّه في محل قضاء الحاجة وفيه أيضاً تقديم ذكر العلة على الحكم لمصلحة تقتضيه‏.‏

- ‏(‏ابن السني‏)‏ في عمل يوم وليلة ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك رمز لحسنه ورواه أصحاب السنن الأربعة عن زيد بن أرقم بلفظ إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل أعوذ باللّه من الخبث والخبائث قال الترمذي‏:‏ في إسناده اضطراب قال مغلطاي‏:‏ وليس قادحاً ومال أبو حاتم البستي إلى تصحيحه وأخرجه الحاكم من طريقين وقال‏:‏ كلاهما على شرط الصحيح‏.‏

9582 - ‏(‏هاشم والمطلب كهاتين‏)‏ وأشار بأصبعيه ‏(‏لعن اللّه من فرق بينهما‏)‏ أي طرده وأبعده عن منازل الأخيار والظاهر أن المراد بهما بنيهما وأن المراد التفريق بالإفساد بينهم بفتنة ونحوها ‏(‏ربونا صغاراً وحملونا كباراً‏)‏ أي حملوا أثقالنا‏.‏

- ‏(‏هق عن‏)‏ أبي الحسين ‏(‏زيد بن علي‏)‏ بن الحسين بن علي أمير المؤمنين من ثقات التابعين وهو الذي ينسب إليه الزيديون خرج في خلافة هشام فقتل بالكوفة ‏(‏مرسلاً‏)‏ هو أبو الحسين العلوي‏.‏

9583 - ‏(‏ههنا تسكب العبرات‏)‏ جمع عبرة وهي الدمع أو انهماله أو قبل أن يفيض أو هي تردد البكاء في الصدر والحزن بغير بكاء والمراد هنا الأول أو الثاني ‏(‏يعني عند الحجر‏)‏ بالتحريك أي الأسود‏.‏

- ‏(‏ه ك عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال‏:‏ استقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الحجر ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلاً ثم التفت فإذا هو بعمر يبكي فقال‏:‏ يا عمر ههنا إلخ وفيه محمد بن عون الخراساني قال في الميزان عن النسائي‏:‏ متروك وعن البخاري‏:‏ منكر الحديث وعن ابن معين‏:‏ ليس بشيء ثم أورد له هذا الخبر‏.‏

9584 - ‏(‏هجاهم حسان‏)‏ أي هجا كفار قريش ‏(‏فشفى واستشفى‏)‏ هما إما بمعنى واحد والجمع للتاكيد أي شفى عنه من الغيظ بما أمكنه ‏[‏ص 353‏]‏ من الميسور من القول والمعسور أو هما متغايران أي شفى غيره وأشفى نفسه أي وجد الشفاء بهجاء المشركين وأفاد جواز هجو الكفار وإيذائهم ما لم يكن لهم أمان وأنه لا غيبة لهم‏.‏

- ‏(‏م عن عائشة‏)‏‏.‏

9585 - ‏(‏هجر المسلم أخاه‏)‏ في الإسلام ‏(‏كسفك دمه‏)‏ أي مهاجرة الأخ المسلم خطيئة توجب العقوبة كما أن سفك دمه يوجبها فهي شبيهة بالسفك من حيث حصول العقوبة بسببها لا أنه مثلها في العقوبة لأن القتل من العظائم وليس بعد الشرك أعظم منه فشبه الهجر به تأكيداً للمنع منه والمشابهة في بعض الصفات كافية إذ التشبيه إنما يصار إليه للمبالغة ولا يقصد به المساواة ولا بد‏.‏

- ‏(‏ابن قانع‏)‏ الحافظ أحمد في المعجم ‏(‏عن أبي حدرد‏)‏ رمز لحسنه ورواه عنه أيضاً ابن لال والطبراني والديلمي‏.‏

9586 - ‏(‏هدايا العمال‏)‏ وفي رواية بدله الأمراء ‏(‏غلول‏)‏ بضم اللام والغين، أصله الخيانة لكنه شاع في الغلول في الغي فالمراد أنه إذا أهدى العامل للإمام أو نائبه فقبله فهو خيانة منه للمسلمين فلا يختص به دونهم‏.‏

- ‏(‏حم‏)‏ والطبراني ‏(‏هق‏)‏ كلاهما من حديث إسماعيل بن عياش عن يحيى عن عروة ‏(‏عن أبي حميد الساعدي‏)‏ قال ابن عدي‏:‏ وابن عياش ضعيف في الحجازيين وقال الهيثمي‏:‏ رواه أحمد والطبراني من طريق إسماعيل بن عياش عن أهل الحجاز وهي ضعيفة، وجزم الحافظ ابن حجر بضعفه قال‏:‏ ورواه الطبراني بإسناد أشد ضعفاً منه فقال في موضع آخر بعد ما عزاه لأحمد‏:‏ فيه إسماعيل بن عياش وروايته عن غير أهل بلده ضعيفة وهذا منها قال‏:‏ وفي الباب أبو هريرة وابن عباس وجابر ثلائتهم في الأوسط للطبراني بأسانيد ضعيفة‏.‏

9587 - ‏(‏هدايا العمال حرام كلها‏)‏ قال ابن بطال‏:‏ فيه أن هدايا العمال تجعل في بيت المال وأن العامل لا يملكها إلا إن طيبها له الإمام واستنبط منه المهلب رد هدية من كان ماله حراماً أو عرف بالظلم، وخرج أبو نعيم وغيره أن عمر بن عبد العزيز اشتهى تفاحاً ولم يكن معه ما يشتري به فركب فتلقاه غلمان الدير بأطباق تفاح فتناول واحدة فشمها ثم ردها فقيل له‏:‏ ألم يكن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم وخلفاؤه يقبلون الهدية فقال‏:‏ إنها لأولئك هدية وهي للعمال بعدهم رشوة‏.‏

- ‏(‏ع عن حذيفة‏)‏ بن اليمان‏.‏

9588 - ‏(‏هدية اللّه إلى المؤمن السائل على بابه‏)‏ أي وجود فقير يسأله شيئاً من ماله وهو واقف ببابه وذلك لأن اللّه تعالى دل السائل عليه وأمال قلبه إليه وندبه إلى بابه وذكره نعمه لديه حيث أحوج غيره إليه والقصد الحث على قبول هدية اللّه بالإكرام بالبذل عاجلاً من غير منّ ولا مطل هذا فيمن يسأل الدنيا فكيف بسائل يستفتي أو يتعلم علماً ينفعه‏.‏

- ‏(‏خط‏)‏ من حديث أبي أيوب الخبائري عن سعيد بن موسى الأزدي ‏(‏في رواة مالك‏)‏ عن نافع ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب ثم قال الخطيب‏:‏ وسعيد مجهول، والخبائري مشهور بالضعف، قال في الميزان‏:‏ قلت هذا موضوع وسعيد هالك اهـ‏.‏ وأعاده في محل آخر وقال‏:‏ هذا كذب اهـ‏.‏ وقال ابن الجوزي‏:‏ حديث لا يصح وسعيد بن موسى اتهمه ابن حبان بالوضع‏.‏

9589 - ‏(‏هل ترون ما أرى‏)‏ قيل الرؤية هنا علمية وقيل بصرية بأن مثلت له الفتن حتى نظر إليها كما مثلت له الجنة والنار ‏[‏ص 354‏]‏ في الجدار ‏(‏إني لأرى مواقع الفتن‏)‏ أي مواضع سقوطها ‏(‏خلال‏)‏ جمع خلل وهو الفرجة بين شيئين ‏(‏بيوتكم‏)‏ أي نواحيها ‏(‏كمواقع القطر‏)‏ أي المطر شبه سقوط الفتن وكثرتها بالمدينة بسقوط القطر في الكثرة والعموم وهذا من آيات نبوته فقد ظهر مصداقه من قتل عثمان وهلم جرا‏.‏

- ‏(‏حم ق عن أسامة بن زيد‏)‏ أبي أمامة‏.‏

9590 - ‏(‏هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم‏)‏ الاستفهام للتقرير أي ليس النصر وإدرار الرزق إلا ببركتهم فأبرزه في صورة الاستفهام ليدل على مزيد التقرير والتوبيخ وذلك لأنهم أشد إخلاصاً في الدعاء وأكثر خضوعاً في العبادة لجلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا واستدل به الشافعية على ندب إخراج الشيوخ والصبيان في الاستسقاء‏.‏

- ‏(‏خ‏)‏ في الجهاد من حديث مصعب بن سعد بن أبي وقاص ‏(‏عن‏)‏ أبيه ‏(‏سعد‏)‏ ولم يصرح مصعب بسماعه من سعد فيما رواه البخاري فهو مرسل عنده اهـ‏.‏ وكان ينبغي للمؤلف التنبيه على ذلك كما صرح به جمع منهم النووي في الرياض فقال‏:‏ رواه البخاري عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص هكذا مرسلاً فإن مصعب بن سعد تابعي قال‏:‏ وأخرجه البرقاني في صحيحه متصلاً عن مصعب عن أبيه‏.‏

9591 - ‏(‏هل تنصرون إلا بضعفائكم‏)‏ لفظ رواية البخاري هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم أي بدعوتهم وإخلاصهم لأن عبادة الضعفاء أشد إخلاصاً لخلاء قلوبهم عن التعلق بالدنيا وصفاء ضمائرهم مما يقطعهم عن اللّه فجعلوا همهم واحداً فزكت أعمالهم وأجيب دعاؤهم وبين بقوله بدعوتهم أنه لا يلزم من الضعف والصعلكة عدم القوة في البدن ولا عدم القوة في القيام بالأوامر الإلهية فلا يعارض الأحاديث التي مدح فيها الأقوياء ولا خبر إن المؤمن القوي أحب إلى اللّه من المؤمن الضعيف ثم إن المراد أن ذلك من أعظم أسباب الرزق والنصر وقد يكون لذلك أسباب أخر فإن الكفار والفجار يرزقون وقد ينصرون استدراجاً وقد يخذل المؤمنون ليتوبوا ويخلصوا فيجمع لهم بين غفر الذنب وتفريج الكرب وليس كل إنعام كرامة ولا كل امتحان عقوبة‏.‏

- ‏(‏حل‏)‏ من حديث الحسن بن عمارة عن طلحة بن مصرف عن مصعب ‏(‏عن سعد‏)‏ بن أبي وقاص ورواه النسائي بلفظ هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم بصومهم وصلاتهم ودعائهم فما اقتضاه صنيع المؤلف من أن هذا لم يخرجه أحد من الستة غير صحيح‏.‏

9592 - ‏(‏هل من أحد يمشي على الماء إلا ابتلت قدماه‏)‏ استثناء من أعم عام الأحوال تقديره هل يمشي أحد في حال من الأحوال إلا في حال ابتلال قدميه ‏(‏كذلك صاحب الدنيا لا يسلم من الذنوب‏)‏ فيه تخويف شديد منها وحث على الزهد فيها وإيثار الآخرة على الأولى‏.‏

- ‏(‏هب عن أنس‏)‏ بن مالك‏.‏

9593 - ‏(‏هلاك أمتي‏)‏ الموجودين إذ ذاك أو من قاربهم لا كل الأمة إلى يوم القيامة ‏(‏على يدي‏)‏ بالتثنية وروي بلفظ الجمع ‏(‏غلمة‏)‏ كفتية جمع غلام وهو الطار الشارب أي صبيان وفي رواية أغيلمة تصغير أغلمة قياساً ولم يجز ولم يستعمل كذا ذكره الزمخشري قال‏:‏ والغلام هو الصغير إلى حد الالتحاء فإن قيل له بعد الالتحاء غلام فهو مجاز اهـ‏.‏ وهذا محتمل لتحقير شأن الحاصل منه هذا الهلاك من حيث إنه حدث ناقص العقل ويحتمل التعظيم باعتبار الحاصل منهم ‏[‏ص 355‏]‏ من الهلاك وكيفما كان ليس المراد هنا الحقيقة اللغوية فإن الغلام فيها ذكر غير بالغ ووردوه للبالغ على لسان الشارع غير عزيز كما في خبر الإسراء وغيره ‏(‏من قريش‏)‏ قال جمع منهم القرطبي منهم يزيد بن معاوية وأضرابه من أحداث ملوك بني أمية فقد كان منهم ما كان من قتل أهل البيت وخيار المهاجرين والأنصار بمكة والمدينة وسبي أهل البيت قال القرطبي‏:‏ وغير خاف ما صدر عن بني أمية وحجاجهم من سفك الدماء وإتلاف الأموال وإهلاك الناس بالحجاز والعراق وغيرهما قال‏:‏ وبالجملة فبنو أمية قابلوا وصية المصطفى صلى اللّه عليه وسلم في أهل بيته وأمته بالمخالفة والعقوق فسفكوا دماءهم وسبوا نساءهم وأسروا صغارهم وخربوا ديارهم وجحدوا شرفهم وفضلهم واستباحوا نسلهم وسبيهم وسبهم فخالفوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في وصيته وقابلوه بنقيض قصده وأمنيته‏.‏ فيا خجلهم إذا التقوا بين يديه ويا فضيحتهم يوم يعرضون عليه وهذا الخبر من المعجزات، وقال ابن حجر وتبعه القسطلاني‏:‏ وفي كلام ابن بطال إشارة إلى أن أول الأغيلمة يزيد كان في سنة ستين قال‏:‏ وهو كذلك فإن يزيد بن معاوية استخلف فيها وبقي إلى سنة أربع وستين فمات، ثم ولى ولده معاوية ومات بعد أشهر قال الطيبي‏:‏ رآهم المصطفى صلى اللّه عليه وسلم في منامه يلعبون على منبره والمراد بالأمة هنا من كان في زمن ولايتهم‏.‏ ‏(‏تتمة‏)‏ من أمثالهم الباروخ على اليافوخ أهون من ولاية بعض الفروخ‏.‏

- ‏(‏حم خ‏)‏ في الفتن وغيرها ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال‏:‏ سمعت الصادق المصدوق يقول فذكره كان ذلك بحضرة مروان بن الحكم فقال‏:‏ لعنة اللّه عليهم غلمة فقال أبو هريرة‏:‏ لو شئت أن أقول بني فلان وفلان لفعلت وقد ورد في عدة أخبار لعن الحكم والد مروان وما ولد‏.‏

9594 - ‏(‏هلك المتنطعون‏)‏ أي المتعمقون المتقعرون في الكلام الذين يرومون بجودة سبكه سبي قلوب الناس يقال تنطع الرجل في علمه إذا تنطس فيه قال أوس‏:‏

وحشو جفير من فروع غرائب * تنطع فيها صانع وتأملا

ذكره الزمخشري قال‏:‏ وأراد النهي عن التماري والتلاحي في القراءات المختلفة وأن مرجعها إلى وجه واحد من الحسن والصواب اهـ‏.‏ وقال النووي‏:‏ فيه كراهة التقعر في الكلام بالتشدق وتكلف الفصاحة واستعمال وحشي اللغة ودقائق الإعراب في مخاطبة العوام ونحوهم اهـ‏.‏ وقال غيره‏:‏ المراد بالحديث الغالون في خوضهم فيما لا يعنيهم وقيل‏:‏ المتعنتون في السؤال عن عويص المسائل الذي يندر وقوعها، وقيل‏:‏ الغالون في عبادتهم بحيث تخرج عن قوانين الشريعة ويسترسل مع الشيطان في الوسوسة‏.‏

<تنبيه> قال ابن حجر‏:‏ قال بعض الأئمة التحقيق أن البحث عما لا يوجد فيه نص قسمان‏:‏ أحدهما أن يبحث عن دخوله في دلالة النص على اختلاف وجوهها فهذا مطلوب لا مكروه بل ربما كان فرضاً على من تعين عليه، الثاني أن يدقق النظر في وجوه الفروق فيفرق بين متماثلين بفرق لا أثر له في الشرع مع وجود وصف الجمع أو بالعكس بأن يجمع بين مفترقين بوصف طردي مثلاً بهذا الذي ذمه السلف وعليه ينطبق خبر هلك المتنطعون فرأوا أن فيه تضييع الزمان بما لا طائل تحته ومثله الإكثار من التفريع على مسألة لا أصل لها في كتاب ولا سنة ولا إجماع وهي نادرة الوقوع فيصرف فيها زمناً كان يصرفه في غيرها أولى سيما إن لزم منه إغفال التوسع في بيان ما يكثر وقوعه، وأشد منه البحث عن أمور معينة ورد الشرع بالإيمان بها مع ترك كيفيتها ومنها ما لا يكون له شاهد في عالم الحس كالسؤال عن الساعة والروح ومدة هذه الأمة إلى أمثال ذلك مما لا يعرف إلا بالنقل الصرف وأكثر ذلك لم يثبت فيه شيء فيجب الإيمان به بغير بحث وقال بعضهم‏:‏ مثال التنطع إكثار السؤال حتى يفضي بالمسؤول إلى الجواب بالمنع بعد أن يفتي بالإذن كأن يسأل عن السلع التي في الأسواق هل يكره شراؤها ممن بيده قبل البحث عن مصيرها إليه فيجاب بالجواز فإن عاد فقال‏:‏ أخشى أن يكون من نهب أو غصب ويكون ذلك الزمن وقع فيه شيء من ذلك في الجملة فيجاب بأنه إن ثبت شيء من ذلك حرم وإن تردد كره ‏[‏ص 356‏]‏ أو كان خلاف الأولى ولو سكت السائل عن هذا التنطع لم يزد المفتي على جوابه بالجواز قال ابن حجر‏:‏ فمن سد باب المسائل حتى فاته معرفة كثير من الأحكام التي يكثر وقوعها قل فهمه وعلمه ومن توسع في تفريع المسائل وتوليدها سيما فيما يقل وقوعها أو يندر فإنه يذم فعله‏.‏

- ‏(‏حم م‏)‏ في القدر ‏(‏د‏)‏ في السنة ‏(‏عن ابن مسعود‏)‏ قال‏:‏ قال ذلك ثلاثاً، هكذا هو في مسلم‏.‏

9595 - ‏(‏هلك المتقذرون‏)‏ أي الذين يأتون القاذورات جمع قاذورة وهي الفعل القبيح والقول السيء ذكره ابن الأثير وغيره وأما قول مخرجه أبو نعيم عن وكيع يعني المرق يقع فيه الذباب فيهراق فإن كان يريد به أنه السبب الذي ورد عليه الحديث فمسلم وإلا ففي حيز الخفاء‏.‏

- ‏(‏حل عن أبي هريرة‏)‏ ثم قال‏:‏ تفرد به عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند اهـ وقد أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ ثقة ضعفه أبو حاتم ورواه أيضاً الطبراني في الأوسط قال الهيثمي‏:‏ وفيه عبد اللّه بن سعيد المقبري بن أبي هند ضعيف جداً‏.‏

9596 - ‏(‏هلكت الرجال‏)‏ أي فعلت ما يؤدي إلى الهلاك ‏(‏حين أطاعت النساء‏)‏ فإنهن لا يأمرن بخير والحزم والنجاة في خلافهن وقد روى العسكري عن عمر خالفوا النساء فإن في خلافهن البركة وروى ابن لال والديلمي عن أنس يرفعه لا يفعلنّ أحدكم أمراً حتى يستشير فإن لم يجد من يستشيره فليستشر امرأة ثم ليخالفها فإن في خلافها البركة وروى العسكري عن معاوية عودوا للنساء فإنها ضعيفة وإن أطعتها أهلكتك‏.‏

- ‏(‏حم طب ك‏)‏ في الأدب كلهم من طريق بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه ‏(‏عن‏)‏ جده ‏(‏أبي بكرة‏)‏ قال‏:‏ أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بشير يبشر بظفر خيل له ورأسه في حجر عائشة رضي اللّه عنها فقام فخر ساجداً فلما انصرف أنشأ يسأل الرسول صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم فحدثه فكان فيما حدثه أمر العدو وكانت عليهم امرأة فقال‏:‏ هلكت إلخ قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقول‏:‏ بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ قال ابن عدي‏:‏ أرجو أنه لا بأس به قال‏:‏ وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم‏.‏

9597 - ‏(‏هلم‏)‏ قال الرضى مما جاء متعدياً ولازماً بمعنى أقبل فيتعدى بإلى وبمعنى أحضر في نحو قوله تعالى ‏{‏هلم شهداءكم‏}‏ وهو عند الخليل هاء التنبيه ركب معها لم أمر من قولك لم اللّه شعثه أي جمع نفسه إلينا فلما ركب غير معناه عند التركيب لأنه صار بمعنى أقبل أو أحضر بعدما كان بمعنى أجمع صار اسما كجميع أسماء الأفعال المنقولة عن أصلها ‏(‏إلى جهاد لا شوكة فيه الحج‏)‏ أي لا قتال فيه وشوكة القتال شدته وحدته ومنه حديث أنس قال لعمر حين قدم عليه الهرمز أن لقد تركت بعدي عدداً كثيراً وشركة شديدة أي قتالاً شديداً وقوة ظاهرة‏.‏

- ‏(‏طب عن الحسين‏)‏ بن عليّ رضي اللّه عنهما قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال‏:‏ إني جبان وإني ضعيف فقال‏:‏ هلم إلخ وقال القرقشندي‏:‏ وثق المنذري رواته اهـ‏.‏ ومن ثم رمز المصنف لحسنه‏.‏

9598 - ‏(‏همة العلماء الرعاية‏)‏ أي التفهم والتدبر والإتقان ‏(‏وهمة السفهاء الرواية‏)‏ أي مجرد التلقي عن المشائخ وحفظ ما يلقوه بغير فهم معناه قال الماوردي‏:‏ يشير إلى أنه ربما عنى المتعلم بالحفظ من غير تصور ولا فهم حتى يصير حافظاً لألفاظ المعاني قيماً بتلاوتها وهو لا يتصورها ولا يفهم ما تضمنها، يروي من غير روية ويخبر عن غير خبرة فهو كالكتاب ‏[‏ص 357‏]‏ الذي لا يدفع شبهة ولا يؤيد حجة وربما استثقل المتعلم الدرس والحفظ فاتكل على الرجوع إلى الكتب ومطالعتها عند الحاجة فما هو إلا كمن أطلق ما صاده ثقة بالقدرة عليه بعد الامتناع منه ولا تعقبه الثقة إلا خجلاً والتفريط إلا ندماً وهذه حالة قد يدعو إليها ثلاثة أشياء إما الضجر عن معاناة الحفظ ومراعاته أو طول الأمل في التوفر عليه عند نشاطه أو فساد الرأي في عزماته وما درى أن الضجور خائب وطويل الأمل مغرور وفاسد الرأي مصاب والعرب تقول في أمثالها حرف في قلبك خير من ألف في كتبك وقالوا لا خير في علم لا يعبر معك الوادي ولا يخبر بك النادي‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن الحسن مرسلاً‏)‏ وهو البصري‏.‏

9599 - ‏(‏هن أغلب‏)‏ يعني النساء أي أن النساء يغلبن الرجال لأن النساء ألطف كيداً وأنفذ حيلة ولهن في ذلك رفق يغلبن به الرجال ومن أمثالهم النساء متى عرفن قلبك بالغرام ألصقن أنفك بالرغام، وقد قال المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لأمهات المؤمنين لما راجعنه في تقديم الصديق إنكن صواحب يوسف يريد أن النساء شأنهن مغالبة ذي اللب كما قال في الحديث الآخر ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي اللب من إحداكن ولما أنشد الأعشى أبياته التي يقول فيها‏:‏ وهن شر غالب لمن غلب، جعل المصطفى صلى اللّه عليه وسلم يرددها وهو يقول‏:‏ وهن شر غالب لمن غلب‏.‏ ولذلك امتن اللّه على زكريا عليه الصلاة والسلام بقوله ‏{‏وأصلحنا له زوجه‏}‏‏.‏

- ‏(‏طب عن أم سلمة‏)‏ قالت‏:‏ كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يصلي فمر بين يديه عبد اللّه أو عمرو بن أبي سلمة فقال بيده فرجع فمرّت زينب بنت أمّ سلمة فقال بيده هكذا فمضت فلما صلى ذكره، وقضية كلام المصنف أن هذا لم يخرج في أحد الكتب الستة وهو ذهول فقد خرجه ابن ماجه باللفظ المذكور وأعله ابن القطان بأن محمد بن قيس في طبقته جماعة باسمه ولا يعرف من هو منهم وأن أمه لا تعرف البتة قيل هذا مبني على أن محمداً هذا قال عن أمه لكن لم يوجد في كتاب ابن ماجه إلا عن أبيه وأما كونه لا يعرف فقد عرفه ابن ماجه بقوله قاضي عمر بن عبد العزيز وفي الكمال والتهذيب خرج له مسلم‏.‏

*2*  فصل في المحلى بأل من هذا الحرف ‏[‏أي حرف الهاء‏]‏ـ

9600 - ‏(‏الهدية إلى الإمام‏)‏ أي الأعظم ومثله نوابه ‏(‏غلول‏)‏ أي خيانة، نقل أن عمر رضي اللّه تعالى عنه أهدى إليه رجل فخذ جزور ثم أتاه بعد مدة ومعه خصمه فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين افض لي قضاء فصلاً كما يفصل الفخذ من الجزور فضرب بيده على فخذه وقال‏:‏ اللّه أكبر اكتبوا إلى الآفاق هدايا العمال غلول‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عباس‏)‏ قال الحافظ العراقي‏:‏ سنده ضعيف‏.‏

9601 - ‏(‏الهدية تذهب بالسمع والقلب‏)‏ في رواية بالسمع والبصر أي قبول الهدية تورث محبة إليه للمهدي فيصير كأنه أصم عن سماع القدح فيه أعمى عن رؤية عيوبه لأن النفس مجبولة على حب من أحسن إليها ومن ثم حرم على القاضي قبولها‏.‏

- ‏(‏طب عن عصمة بن مالك‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه الفضل بن المختار وهو ضعيف جداً وقال الذهبي‏:‏ قال أبو حاتم‏:‏ مجهول يحدث بالأباطيل وقال السخاوي‏:‏ سنده ضعيف فرمز المؤلف لحسنه غير حسن‏.‏

9602 - ‏(‏الهدية تعور عين الحكيم‏)‏ أي تصيره أعور لا يبصر إلا بعين الرضى فقط وتعمي عين السخط ولهذا كان من ‏[‏ص 358‏]‏ دعاء السلف اللّهم لا تجعل لفاجر عندي نعمة يرعاه بها قلبي فيصير ذلك كأنه أعور أو هو كناية عن كون قبولها يعود عليه بالذمّ والعيب أي إذا كان حاكماً قال ابن الأثير‏:‏ يقولون للرديء من كل شيء من الأخلاق والأمور أعور ومنه قول أبي طالب لأبي لهب لما اعترض على النبي صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم في إظهار الدعوة يا أعور ما أنت وهذا ولم يكن أبو لهب بأعور‏.‏

- ‏(‏فر عن ابن عباس‏)‏ وفيه عبد الوهاب بن مجاهد قال الذهبي‏:‏ قال النسائي وغيره‏:‏ متروك‏.‏

9603 - ‏(‏الهرة لا تقطع الصلاة لأنها من متاع البيت‏)‏ زاد في رواية للطبراني في الأوسط لن تقذر شيئاً ولا تنجسه وفيه جواز اقتناء الهرة مع ما يكون منها من تنجس وإفساد‏.‏

- ‏(‏ه ك عن أبي هريرة‏)‏ قال عبد الحق‏:‏ فيه عبد الرحمن بن أبي الزناد يكتب حديثه على ضعفه قال ابن القطان‏:‏ فيه أيضاً من لا يعرف اهـ‏.‏ وخالفهما مغلطاي فقال‏:‏ لا بأس به وفي الميزان عبد الرحمن أحد العلماء الكبار ووثقه مالك وضعفه ابن معين والنسائي وقال يحيى وأبو حاتم‏:‏ لا يحتج به وقال أحمد‏:‏ مضطرب الحديث قال‏:‏ ومن مناكيره هذا الخبر‏.‏

9604 - ‏(‏الهوى مغفور لصاحبه‏)‏ بالقصر ما يهواه العبد أي يحبه ويميل إليه فحقيقته شهوة النفس وهو ميلها لملائمها ويستعمل عرفاً في الميل إلى خلاف الحق وهو المراد هنا ‏{‏ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل اللّه‏}‏ وذهب بعضهم إلى أن المراد العشق أي لا يؤاخذ به العاشق لأنه فعل اللّه بالعبد بغير سبب لأنه وإن كان مبدأه النظر فليس موجباً له قال أفلاطون‏:‏ لا أعلم ما الهوى غير أني أعلم أنه جنون إلهي لا محمود صاحبه ولا مذموم فقال يحيى بن معاذ‏:‏ لو وليت خزائن العذاب ما عذبت عاشقاً قط لأنه اضطرار لا اختيار ولهذا جاء في الخبر من همّ بسيئة لا تكتب عليه لأنه شبيه الضروري ولذلك نص في الخبر المار على أن من عشق فعف فكتم فمات فهو شهيد لكنه علق الشهادة بشرطين كما تقرر وعلق عدم المؤاخذة هنا بشرطين أشار إليهما بقوله ‏(‏ما لم يعمل به‏)‏ فإذا عمل به ما يؤدّي إلى الوقوع في محظور كنظر ومجالسة ودنوّ من مواضع الاستراحة بنوع من التأويل صار ملوماً ‏(‏أو يتكلم‏)‏ بما فيه راحة قلب ومتابعة هوى نفسه وإظهار حاله إلى أقرانه وبثه حزنه إلى إخوانه أو ترنم بشعر في خلاء أو سكب دمع في ملأ فهو ملام وإن كان في غير محرم فما لم يعمل به يغفر له ما كان من الهنات في طلب الاستراحة ويستحق وعد اللّه بقوله ‏{‏وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى‏}‏ لكن رتبة الشهادة سنية لا تنال إلا بفضيلة من اللّه كاملة أو بلية شاملة وإنما تقارب أوصاف القتيل في سبيل اللّه أوصاف من عف لإيثار ترك لذة النفس كما تعرض للقتل في سبيل اللّه معرضاً عن نفسه باذلاً مهجته فالأول جاهد نفسه في مخالفة هواها إيثاراً لمحبة القديم على الحديث وعلم مما سبق أن من عف وعجز عن الكتمان شمله الوعد بالجنان قال بعض الصوفية‏:‏ رأيت عند خلوّ المطاف في الثلث الأخير امرأة كأنها شمس على قضيب في كثيب متعلقة بأستار الكعبة وهي تقول‏:‏

رأيت الهوى حلواً إذا اجتمع الشمل * ومراً على الهجران لا بل هو القتل

ومن لم يذق للهجر طعما فإنه * إذا ذاق طعم الوصل لم يدر ما الوصل

وقد ذقت طعمية على القرب والنوى * فأبعده قتل وأفر به خبل

ثم التفتت فرأتني فقالت‏:‏ يا هذا ظن خيراً فإن من ضعفت قوته عن حمل شيء ألقاه طلباً للراحة وفراراً من نقل المحبة وقد نطقت بما علمه اللّه وأحصاه الملكان فإن تعف عن أهل السرائر أكرمتهم وإن يعاقبوا فيا خيبة المدنيين ثم بكت فما رأيت دراً قطع سلكه فانتثر بأحسن من دموعها ففررت منها خوفاً أن أصبو إليها رحمة اللّه عليها كذا قرره بعض العارفين قال‏:‏ والغرض من حكاية هذا التنبيه لمن عساه أن تسمو همته إلى الأمر العظيم والخطب الجسيم من محبة من ليس ‏[‏ص 359‏]‏ كمثله شيء فمن شاهد ذلك من نفسه فليعرضها على أحوال هؤلاء في شأن مجدث لا يضر ولا ينفع‏.‏

- ‏(‏حل عن أبي هريرة‏)‏ ثم قال‏:‏ تفرد به المسيب بن واضح عن ابن عيينة اهـ‏.‏ والمسيب بن واضح قال الدارقطني‏:‏ ضعيف‏.‏